تاريخ الكنيسة
إن التأريخ لإنشاء كنيسة، سواء أكان ذلك داخل مصرنا الغالية أو خارجها، ما هو إلا تسطير لإرادة الرب ومشيئته فى بناء بيعته على عُمد من إيمان أبنائه وغيرتهم عليها، لأنه « إن لم يبن الرب البيت فباطلاً يتعب البناؤون » (مز 127: 1)
ورحلة بناء كنيسة القديس العظيم مارمرقس للأقباط الأرثوذكس بدولة الكويت، والتى بدأت منذ عام 1959 فى عهد المتنيح القديس البابا كيرلس السادس، وما صاحبها من مشاعر محبة وود صادقين من صاحب السمو المرحوم الشيخ/ عبد الله السالم الصباح أمير دولة الكويت رحمه الله، وولى عهده الأمين وحكومته الرشيدة. تلك المشاعر التى تُرجمت إلى أفعال وقرارات وامتدت وتواصلت فى عهد كل حكام الكويت الكرام شاهدة على مؤازرة رب المجد للجهود الجبارة التى بذلها العديد من أبناء الكنيسة الغيورين حتى وصلت الكنيسة إلى ما هى عليه الآن.
وستظل الكنيسة تذكر تلك المشاعر وتلك الجهود داعية لهم بأن يكافئهم الله عن تعب محبتهم ببركة صلوات صاحب القداسة والغبطة البابا المعظم الأنبا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية ، وبصلوات شريكه فى الخدمة الرسولية صاحب النيافة الحبر الجليل الأنبا أنطونيوس مطران الكرسى الأورشليمى والشرق الأدنى.
المكتبات
مجموعة ضخمة من الملفات الصوتية والفيديوهات والصور والكتب والكثير ..
المكتبة الصوتية
الاف العظات والقداسات والالحان والترانيم لمجموعة كبيرة من الاباء والمرنمين
مكتبة الصور
اكبر مكتبة من الصور لكنيسة مارمرقس والاباء والزيارات التاريخية والاحتفالات
مكتبة الكتب
مكتبة كاملة من الكتب للاباء تغطي كافة الموضوعات موجودة في صيغة PDF
مكتبة الفيديوهات
مجموعة كبيرة من الفيديوهات الحصرية تشمل قداسات وعظات واحتفالات وزيارات
مكتبة البوربوينت
مكتبة شاملة لكل القداسات والالحان والترانيم والمناسبات الكنسية مع امكانية التحميل بسهولة
مجلة ينبوع المحبة
هى مجلة مطبوعة يصدرها اجتماع ابوسيفين للخريجين وحديثي الزواج وهى موجه للشباب وتحمل موضوعات متنوعة ويمكن تحميلها
السنكسار
اليوم الرابع والعشرون من شهر برمهات المبارك
1- تجلى كلية الطهر السيدة العذراء بكنيسة الزيتون.
2- نياحة القديس الأنبا مقاريوس التاسع والخمسين من باباوات الكرازة المرقسية.
3- تذكار نياحة ميخا النبي.
1- فى مساء مثل هذا اليوم من سنة 1684 للشهداء الموافق الثلاثاء الثانى من شهر أبريل سنة 1968 لميلاد المسيح، فى عهد البابا كيرلس السادس المائة والسادس عشر من باباوات الإسكندرية ، بدأت سيدتنا كلنا وفخر جنسنا مريم العذراء تتجلى فى مناظر روحانية نورانية وعلى قباب الكنيسة المدشنة بإسمها الطاهر فى حدائق الزيتون من ضواحى مدينة القاهرة.
وقد توالى هذا التجلى فى ليال متعاقبة بصورة لم يعرف لها نظير فى الشرق أو فى الغرب ، ويطول هذا التجلى فى بعض الليالى إلى بضع ساعات دون توقف أمام عشرات الألوف من البشر من جميع الأجناس والأديان ، والكل يراها بعيونهم ، ويشيرون إليها ويستشفعون بها فى ترتيل وإبتهال ودموع وتهليل وصلاة وهى تنظر إلى الجماهير نظرة حانية ، ترفع أحياناً كلتا يديها لتباركهم من جميع الإتجاهات .
وأول من لاحظ هذا التجلى هم عمال النقل العام بشارع طومان باى الذى تطل عليه الكنيسة وكان الوقت مساء ، فرأى الخفير عبد العزيز على ، المكلف بحراسة الجراج ليلاً ، جسماً نورانياً متألقاً فوق القبة فأخذ يصيح بصوت عال "نور فوق القبة" ونادى على عمال الجراج فأقبلوا جميعاً وشهدوا أنهم أبصروا نوراً هاجاً فوق القبة الكبرى للكنيسة وأحدقوا النظر فرأوا فتاة متشحة بثياب بيضاء جاثية فوق القبة وبجوار الصليب الذى يعلوها . ولما كان جدار القبة مستديراً وشديد الإنحدار فقد تسمرت أقدامهم وهم يرقبون مصير الفتاة . مضت لحظات شاهدوا بعدها الفتاة الجاثية وقد وقفت فوق القبة فإرتفعت صيحاتهم إليها مخافة أن تسقط ، وظنها بعضهم يائسة تعتزم الإنتحار فصرخوا لنجدتها وأبلغ بعضهم شرطة النجدة ، فجاء رجالها على عجل وتجمع المارة من الرجال والنساء ، وأخذ منظر الفتاة يزداد وضوحاً ويشتد ضياء وظهرت الصورة واضحة لفتاة جميلة فى غلالة من النور الأبيض السماوى تتشح برداء أبيض
وتمسك فى يدها بعض من أغصان شجر الزيتون ، وفجأة طار سرب من الحمام الأبيض الناصع البياض فوق رأسها . وحينئذ أدركوا أن هذا المنظر روحانى سماوى . ولكى يقطعوا الشك باليقين سلطوا أضواء كاشفة على الصورة النورانية فإزدادت تألقاً ووضوحاً ، ثم عمدوا إلى تحطيم المصابيح الكهربائية القائمة بالشارع والقريبة من الكنيسة فلم تختف الصورة النورانية ، فأطفأوا المنطقة كلها ، فبدت الفتاة فى ضيائها السماوى وثوبها النورانى أكثر وضوحاً ، وأخذت تتحرك فى داخل دائرة من النور يشع من جسمها إلى جميع الجهات المحيطة بها . عندئذ أيقن الجميع بأن الفتاة التى أمامهم هى دون شك مريم العذراء ، فعلا التصفيق والصياح والتهليل حتى شق عنان السماء "هى العذراء ..هى أم النور.." ثم إنطلقت الجموع تنشد وترتل وتصلى طوال الليل حتى صباح اليوم التالى.
ومنذ هذه الليلة والعذراء الطاهرة تتجلى فى مناظر روحانية مختلفة أمام الألوف وعشرات الألوف من الناس مصريين وأجانب ، مسيحيين وغير مسيحيين ، رجالاً وسيدات وأطفالاً ، ويسبق ظهورها ويصحبه تحركات لأجسام روحانية تشق سماء الكنيسة بصورة مثيرة جميلة ترفع الإنسان الطبيعى فوق مستوى المادة وتحلق به عالياً فى جو من الصفاء الروحى.
ومن أهم المناظر التى تجلت فيها أم النور أمام جميع الناس . منظرها بين القبة القبلية الغربية للكنيسة و لقبة الوسطى وهى تبدو فى جسم نورانى كامل فى الحجم الطبيعى ، رأسها فى السماء وكأنها شقت السماء ونزلت منها، وقدماها فى الفضاء واقفة على أصابعها ، تحيط رأسها المقدس وجسمها المضىء طرحة فضية بهية ، وأحياناً زرقاء سماوية داكنة ، والجسم كله نور من نور يبدو فى الغالب فوسفورياً يميل إلى الزرقة الفاتحة ، وأحياناً يبدو الرداء من تحت الطرحة نورانياً أبيض ناصعاً ، والرأس من تحت الطرحة منحنية إلى أسفل فى صورة العذراء الحزينة ونظراتها نحو الصليب الذى يعلو القبة الكبرى فى منتصف سطح الكنيسة . والمنظر يثبت على هذا الوضع حيناً ويتحرك حيناً فى هدوء وبطء وينحنى أمام الصليب حيناً آخر والصليب نفسه يضىء ويشع نوراً مع أنه من المسلح وهو جسم معتم . ويشع من جسم العذراء نور ينتشر فى تدرج يضىء سماء الكنيسة فى محيط يشغل معظم مساحة السطح . وقد ترفع العذراء يديها ثم تخفضهما وقد تعقدهما على صدرها كمن يصلى ، وهى ملفوفة فى طرحتها البيضاء فى نظرات الهدوء والوقار . وأحياناً يظهر من خلفها ملاك فارع الطول فارداً جناحيه وقد يطول هذا المنظر إلى بضع ساعات.
ومن أهم المناظر أيضاً منظر أم النور فى وقفة ملكة عظيمة فى صورة روحانية جميلة تفيض جلالاً وبهاءً وكرامةً ، فى نور أبهى لمعاناً من أى نور طبيعى ، تحيط بوجهها هالة بلون أصفر فاتح . وأما أسفل العنق وأعلى الصدر فبلون داكن نوعاً ما ، وعلى رأسها تاج ملكى كأنه من الماس مرصع ويلمع . وأحياناً يبدو فوق التاج صليب صغير مضىء ، وقوامها المشرق يرتفع فى السماء فوق شجرة بالجهة القبلية من الكنيسة وفى موقفها السابق تبدو حاملة المسيح له المجد فى صورة طفل على يدها اليسرى وعلى رأسه تاج . وتارة تظهر ويداها تضمان أطراف ثوبها ، وتارة أخرى ترفع كلتا يديها وكأنها تبارك العالم وهى تتجه إلى اليمين وإلى الأمام وإلى اليسار فى حركة وقورة متزنة يجللها سمو روحانى لا يعبر عنه ولا ينطق به ، ورداؤها الأبيض يهفهف من ذيله وكأنها تظهر ذاتها لجميع الناس فى جميع الإتجاهات مشفقة على الذين لم يستطيعوا لكثرة الزحام أن يصلوا إلى زاوية الرؤيا المواجهة لمدخل الكنيسة فى الحارة الضيقة المسماة حارة خليل .
وفى هذا المنظر تبدو العذراء الطاهرة فى الحجم الطبيعى لعذراء شابة فى قامة صحية مثالية وجسم فارع رقيق تكسوه غلالة من نسيج نورانى حتى القدمين ويزداد المنظر روعة عند إنحناءة الرأس المقدس فى شبه إيماءة حانية.
ولعل أكثر المناظر ظهوراً تجليها عديداً من المرات فى شكل فتاة ترتدى طرحة بيضاء تطل من طاقة القبة الشرقية البحريةبين طاقات هذه القبة تومىء برأسها الملكى أو ترفع كلتا يديها وكأنها تحى أو تبارك . وتارة تبدو حاملة المسيح له المجد فىصورة طفل على يدها اليسرى وأحياناً تبدو وفى إحدى يديها غصن زيتون . والملاحظ أنه قبل أن تتجلى العذراء فى إحدى طاقات هذه القبة – وهى عادة مظلمة حالكة الظلام لأنها مغلقة تماماً من أسفل بسقف الكنيسة بحيث لا تصل إليها أنوار الكنيسة من الداخل عندما تكون مضاءة يظهر أولاً فى القبة نور خافت لا يلبث أن يكبر شيئاً فشيئاً حتى يصير فى حجم كروى تقريباً ولونه أبيض مائل إلى الزرقة كلون قبة السماء الزرقاء عندما تكون الشمس مشرقة ساطعة. وبعد قليل يتحرك هذا النور فى إتجاه طاقة القبة من الخارج . وفى أثناء تحركه البطىء ، يتشكل رويداً رويداً بشكل العذراء مريم فى منظر نصفى من الرأس حتى منتصف الجسم ، والرأس تحيط به الطرحة التى تبدو بلون أزرق سماوى متدلية على كتفيها ويبرز هذا الجسم النورانى متمثلة فيه العذراء ويطل من طاقة القبة ويخرج بعض الشىء خارج القبة إلى فضاء الكنيسة، وأحياناً يقف على سطح القبة المنحدر . وقد يبقى هذا المنظر دقائق وقد يبقى من ربع إلى نصف ساعة . وفى أحيان أخرى يتكون المنظر ويبرز خارج القبة وحينئذ يبهت شكله ويعود إلى شكله الكروى ثم ينطفىء أو يختفى بضع دقائق ثم يبدأ أن يظهر من جديد فى شكل ضوء خافت ثم يكبر حتى يصير فى حجم كروى ، ثم يتحرك تجاه طاقة القبة وفى حركته ، يتشكل بشكل العذراء مريم وهى تطل على الجماهير . وهكذا عديد من المرات كما حدث هذا مثلاً فى ليلة عيد دخول العائلة المقدسة إلى مصر (24 بشنس الموافق أول يونية 1968) فقد توالى تجلى العذراء فى القبة البحرية الشرقية مرات لا يحصيها العد من الساعة العاشرة مساء حتى بزوغ نور الصباح ، وهو أكثر المناظر التى تتكرر مرات ومرات فى ليال عدة لا حصر لها ، وهو المنظر المتواتر الظهور الذى تمتع به أكبر عدد من الناس.
ومن بين المناظر الرائعة جداً هذا المنظر الذى تبدو فيه العذراء جسماً بلورياً مضيئاً ناصعاً جداً وهى واقفة ملكية فى قامة منتصبة ممشوقة تملأ إحدى طاقات القبة البحرية الغربية فى حجم صغير متناسق وكأنها تمثال من النور الوضاء المشع الأبيض الناصع البياض يمتد كاملاً من الرأس إلى القدمين فى كل طاقة القبة بشكل يريح القلب والنفس ويشيع الأمن والسكينة فى كل إنسان حتى ينسى وجوده أمامه من فرط ما يتولاه من إنبهار وإنجذاب.
هذا ويصاحب تجليات أم النور ظهور كائنات روحية مضيئة تشبه الحمام، وهى عادة أكبر منه حجماً وتظهر نحو منتصف الليل أو بعده نحو الثانية أو الثالثة صباحاً و لمعروف أن طائر الحمام العادى لا يطير ليلاً . ثم إن هذه الكائنات بيضاء لامعة مشعة بصورة لا يوجد لها نظير فى عالم الطيور ، خاصة وأنها تظهر فى وسط الظلام الحالك متوهجة منيرة من كل جانب من فوق ومن أسفل ثم أنها تتحرك أو تطير فاردة جناحيها من غير رفرفة فى الغالب ، أنها تنساب بسرعة كبيرة وكأنها سهم يشق سماء الكنيسة وتظهر فجأة من حيث لا يعرف الإنسان من أين جاءت وتختفى أيضاً فجأة وهى فى مدى الرؤية . ويحدث الإختفاء وتكون السماء صحواً ، وأحياناً ترى وكأنها خارجة من القبة الكبرى وتتجه نحو القبة البحرية الشرقية تختفى لتعود بعد ثوان فى الإتجاه المضاد تماماً . على أن هذه الكائنات الروحانية بشكل الحمام تظهر فى تشكيلات وأعداد مختلفة ، فتارة تظهر حمامة واحدة و تارة حمامتان، و تارة ثلاث حمامات فى شكل مثلث متساوى الأضلاع منتظم المسافات وتحتفظ بهذا الشكل فى كل فترة الطيران ، وتارة يظهر سرب من سبع حمامات أو إثنتى عشر حمامة ، وقد تتخذ شكل صليب فى طيرانها ، وأحياناً فى تشكيل من صفين متوازيين.
ومن بين الظواهر الروحية المصاحبة لتجليات العذراء أم النور ظهور نجوم فى غير الحجم الطبيعى تهبط من فوق فى سرعة خاطفة على القبة الوسطى أو على سطح الكنيسة ثم تختفى وهى لامعة ومضيئة وبراقة . وفى بعض الأحيان يظهر النجم فى حجم كرة منيرة تهبط من فوق إلى أسفل وقد يتخذ النجم شكل مصباح مضىء فى حجم متوسط.
ومن بين الظواهر المتكررة نور برتقالى اللون يغمر القبة البحرية الشرقية للكنيسة من فوقها ومن جميع الإتجاهات ، وبعد دقائق من ظهوره يتحرك فى إتجاه القبة الكبرى ويغمرها من فوق ومن جميع الإتجاهات.
وفى أحيان كثيرة ينبعث من داخل القبة البحرية الشرقية خصوصاً نور ساطع أبيض مشرب بشىء من الزرقة بحيث يبدو بلون قبة السماء عندما تكون الشمس ساطعة يظهر فى وسط القبة وأحياناً يتحرك من أسفل إلى أعلى فيبدو كما لو كان معلقاً فى الجزء الأعلى من القبة . وفى أحيان أخرى يظهر فى وسط القبة فى شكل كروى أو بيضاوى ثم يتحرك ببطء شديد إلى خارج إحدى طاقات أو منافذ القبة المطلة على الخارج قبيل أن يتشكل فى صورة نصفية للسيدة العذراء تطل من طاقة القبة .
ومن بين الظواهر أيضاً نور كبير يظهر على القبة القبلية الغربية أو القبة البحرية الشرقية أو القبة الوسطى فى هيئة صليب متساوى الأضلاع فى منظر يبلغ حد الإبداع والروعة والجمال.
وفى بعض الليالى يغمر القبة الوسطى كمية من بخور أبيض ينتشر فوق سطح الكنيسة كلها ويصعد إلى فوق نحو السماء إلى مسافة 30 أو 40 متراً، علماً بأن القبة الوسطى وإن كانت مفتوحة من داخل الكنيسة لكنها ليست مفتوحة من خارج بحيث ولو صعد بخور من داخل الكنيسة فإنه لا ينفذ إلى خارج القبة . ثم أن كمية البخور التى تنتشر فوق القبة وسطح الكنيسة كمية ضخمة لا يكفى لتصعيدها ألف ألف مبخرة .
ولولا هذا البخور عطرى الرائحة وأبيض اللون وناصع البياض لكان يظن أنه ناجم من حريق كبير .
وهناك أيضاً السحاب النورانى الذى يظهر فوق قباب الكنيسة مباشرة تارة بحجم كبير وغالباً ما يسبق تجليات العذراء إذ لا يلبث السحاب قليلاً حتى يتشكل رويداً رويداً فى منظر العذراء أم النور . وأحياناً ينبلج منظر العذراء من بين السحاب كما ينبلج نور لمبات النيون الكهربائية فجأة . وأحياناً يتحرك وفى كل الأحوال يتحرك فوق القباب فجأة بحيث تكون السماء صحواً ومن دون أن يجىء من مصدر معروف .
تلك بعض المناظر التى تجلت بها السيدة العذراء على وفى قباب الكنيسة المدشنة بإسمها فى ضاحية الزيتون ، والظواهر الروحانية المصاحبة لتلك التجليات . وكلها بشير ونذير بأحداث جليلة خطيرة فى المستقبل القريب والبعيد . ولعلها نفحة روحانية من السماء تشير إلى رعاية الله لكنيستنا وشعبنا وبلادنا، و عناية بنا مما نعتز به ونفخر متهللين ، وبإنسحاق وندامة على خطايانا نتوب إلى الله راجعين وتائبين . ولعلنا بهذه "العلامات العظيمة من السماء " (لوقا 21:11) نكون قد دخانا مرحلة هامة من مراحل الأيام الأخيرة وربما كانت بداية النهاية.
فلتدركنا مراحم الله . وليحفظ الرب شعبه وكنيسته ، وليحطم قوة المعاندين لنا بشفاعة ذات الشفاعات معدن الطهر والجود والبركات سيدتنا كلنا وفخر جنسنا العذراء البتول الزكية مريم ،
شفاعة سيدتنا كلنا وفخر جنسنا العذراء القديسة الطاهرة مريم فلتكن معنا آمين.
2- وفى مثل هذا اليوم من سنة 668 ش ( 20 مايو سنة 952 م) تنيح البابا القديس الأنبا مقاريوس التاسع والخمسون من باباوات الكرازة المرقسية . وقد ولد فى بلدة شبرا وزهد العالم منذ صغره وإشتاق إلى السيرة الرهبانية . فقصد جبل شيهيت بدير القديس مقاريوس ، وسار فى سيرة صالحة أهلته لإنتخابه بطريركاً خلفاً للبابا قزما. فإعتلى الكرسى المرقسى فى أول برمودة سنة 648 ش (27 مارس سنة 932 م).
وحدث لما خرج من الإسكندرية قاصداً زيارة الأديرة ببرية شيهيت كعادة أسلافه ، أن مر على بلدته لإفتقاد والدته . وكان إمرأة بارة صالحة . فلما سمعت بقدومه لم تخرج إليه . ولما دخل البيت وجدها جالسة تغزل فلم تلتفت إليه ، ولا سلمت عليه . فظن أنها لم تعرفه . فقال لها :"ألا تعلمين أنى إبنك مقاريوس الذى رقى درجة سامية ، ونال سلطة رفيعة ، وأصبح سيداً لأمة كبيرة ؟" فأجابته وهى دامعة العين :"إنى لا أجهلك
وأعرف ما صرت إليه ، ولكنى كنت أفضل يا إبنى أن يؤتى بك إلى محمولاً على نعش ، خير من أن أسمع عنك أو أراك بطريركاً. ألا تعلم أنك قبلاً كنت مطالباً بنفسك وحدها . أما الآن فقد صرت مطالباً بأنفس رعيتك . فإذكر أنك أمسيت فى خطر . وهيهات أن تنجو منه ". قالت هذا وأخذت تشتغل كما كانت .
أم الأب البطريرك فخرج من عندها حزيناً ، وباشر شئون وظيفته ، منبهاً الشعب بالوعظ والإرشاد ، ولم يتعرض لشىء من أموال الكنائس، ولا وضع يده على أحد إلا بتزكية ، وكان مداوماً على توصية الأساقفة والكهنة برعاية الشعب وحراسته بالوعظ والتعليم ، وأقام على الكرسى الرسولى تسع عشرة سنة وأحد عشر شهراً وثلاثة وعشرين يوماً فى هدوء طمأنينة . ثم تنيح بسلام .
صلاته تكون معنا و لربنا المجد دائمًا أبديًا آمين
3- في هذا اليوم تذكار نياحة ميخا النبي .
بركة صلاته تكون معنا و لربنا المجد دائماً . آمين.
القراءات اليومية
عشــية
مزمور العشية
من مزامير أبينا داود النبي ( 16 : 3 ، 5 )
جَرَّبتَ قَلبي وتَعهدتَني ليلاً، ومحَّصتني بالنَّار فلم تجدُ فيَّ ظُلماً. ثبت خطُواتي في سُبلك فلم تزل قَدَمايَ. هللويا
إنجيل العشية
من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 13 : 22 ـ 35 )
وكان يجتاز في كُلِّ مدينة وقرية يُعلِّمُ وهو سائر إلى أُورُشليم، فقال لهُ واحدٌ: " ياربُّ، أقليلون هُمُ الذين يخلُصُون؟ ". فقال لهُمُ: " جاهدُوا حتى تدخُلُوا مِن الباب الضَّيِّق، فإنِّي أقول لكُم: إنَّ كثيرينَ سيطلُبُون أن يدخُلُوا ولا يقدرُون فإذا قام ربُّ البيت ليُغلِق الباب، وبدأتُم تقفُون خارجاً وتقرعُون الباب قائلين: ياربُّ، افتح لنا، يُجيبُ ويقُولُ لكُم: إني لا أعرفُكُم مِن أين أنتُم! حينئذٍ تبدأون تقولُون: أكلنا قُدَّامك وشربنا، وعلَّمت في شوارعنا. فيقُولُ لكُم: إني لا أعـرفكُم مِـن أين أنتُم! اذهبوا عنِّي جميعكُم يا فاعلي الظُّلم!. هناك يكونُ البُكاءُ وصريرُ الأسنان، مَتَى رأيتُم إبراهيم وإسحق ويعقوب وجميع الأنبياء في ملكُوت اللَّهِ، وأنتُم تُطرحُون خارجاً. ويأتُون مِن المشارق والمغارب والشِّمال والجنُوب، فيَتَّكِئُونَ في ملكُوت اللَّهِ. فها إن آخِرينَ يصيرُون أوَّلينَ. وأوَّلُونَ يصيرُون آخِرِينَ ".
في ذلك اليوم جاء إليهِ فرِّيسيُون قائلين لهُ: " اذهب وأخرُج مِن هُنا، فإنَّ هيرودُس يُريدُ أن يقتُلك ". فقال لهُمُ: " امضُوا وقُولُوا لهذا الثَّعلب: هاأنذا أُخرجُ شياطين، وأتم الشفاء اليوم وغداً، وفي الثَّالث أُكمَّلُ. ولكن ينبغي لي أن أعمل اليوم وغداً وفي الآتي اذهب، فإنَّهُ لا يَهلك نبيُّ خارجاً عن أُورُشليمَ! يا أُورُشليمُ، يا أُورُشليمُ! يا قاتلةَ الأنبياء وراجمةَ المُرسلينَ إليها، كم مرَّةٍ أردتُ أن أجمعَ بنيكِ مثل الطائر ( يجمعُ فراخهُ ) في عشه تحت جناحيه، ولم تُريدُوا! هُوذا بيتُكُم يُتركُ لكُم خراباً! وأقُولُ لكُم: إنَّكُم لا ترَونني مُنذُ الآن حتَّى تقُولُوا: مُباركٌ الآتي بِاسم الربِّ! ".
( والمجد للَّـه دائماً )
باكــر
مزمور باكر
من مزامير أبينا داود النبي ( 26 :3,2,1 )
أبْلِني ياربُّ وجَرِّبْنِي. احمِ قَلبي وكُليَتيَّ، لأنَّ رَحمَتكَ أمامَ عَيْنَيَّ هيَ، وقَدْ أَرضيتُك بحَقِّكَ. هللويا
إنجيل باكر
من إنجيل معلمنا متى البشير ( 23 : 1 ـ 39 )
حينئذٍ خاطبَ يسُوعُ الجُمُوع وتلاميذهُ قائلاً: " على كُرسي مُوسى جلسَ الكتبةُ والفرِّيسيُّونَ، فكُلُّ ما قالُوه لكُم فافعلوهُ واحفظُوهُ، ولا تعملوا مثل أعمالِهم، لأنَّهُم يقُولُون ولا يفعلُون. فإنَّهُم يَحزِمُون أحمالاً ثقيلةً عسرة الحمل ويضعُونها على أكتاف النَّاس، وهُم لا يُريدُون أن يُحرِّكُوها بإحدى أصابعهم، وكُلَّ أعمالِهم يعملُونها لِكي يراهم النَّاس: فيُعرِّضُونَ عصائبهُم ويُعظِّمُون أهدابَ ثيابهِم، ويُحبُّونَ أوائل المُتكآت في الولائم، وصدور المجالس على الأرائك في المجامع، والتَّحيَّات في الأسواق، وأنْ يدعُوهُمُ النَّاسُ: معلمين! وأمَّا أنتُم فلا تُدعوا معلمين، فإنَّ مُعلِّمكُم واحدٌ ( المسيحُ )، وأنتُم جميعاً إخوةٌ. ولا تدعُوا لكُم أباً على الأرض، فإنَّ أباكُم واحدٌ وهو الذي في السَّمَوات. ولا تُدعوا لكُم مدبراً فإنَّ مُدبركم واحدٌ وهو المسيحُ. والعظيم فيكُم يكُون خادماً لكُم. فمَن يرفع نفسهُ يتَّضع، ومَنْ يضع نفسهُ يرتفع.
" ويلٌ لكُم أيُّها الكتبةُ والفرِّيسيُّون المراؤُون! لأنَّكُم تأكُلُون بُيُوتَ الأرامل، بعلة تطويل صلواتِكُم. مِن أجل هذا ستنالون دينُونةً أعظم. ويلٌ لكُم أيُّها الكتبةُ والفرِّيسيُّونَ المُراؤُون! لأنَّكُم تُغلقون ملكوت السَّمَوات قُدَّام النَّاس، فلا أنتُم تدخُلُون ولا تدعُون الدَّاخلين يدخُلُونَ. ويلٌ لكم أيُّها الكتبةُ والفرِّيسيُّونَ المُراؤُون، فإنَّكُم تطُوفُون البرَّ والبحرَ لِتكسبُوا دخيلاً واحداً، ومتى حصل صيرتموه ابناً لجهنَّم مُضاعفاً أكثر مِنكُم. ويلٌ لكُم أيُّها القادةُ العُميانُ! القائلُون: مَن حلفَ بالهيكل فليس بشيءٍ، ومَن حلفَ بذهبِ الهيكل يُطالب. أيُّها الجُهَّالُ والعُميانُ! أيُّما أعظـمُ: الذَّهبُ أم الهيكلُ الذي يُقدِّسُ الذَّهب؟ ومَن حلفَ بالمذبح فليس بشيءٍ، ولكن مَن حلفَ بالقُربان الذي فوقه يُطالب. أيُّها الجُهَّالُ والعميان أيُّما أعظمُ: القُربانُ أم المذبحُ الذي يُقدِّسُ القُربان؟ فمَن حلفَ بالمذبح فقد حلفَ بهِ وبكُلِّ ما عليه! ومَن حلفَ بالهيكل فقد حلفَ بهِ وبالحال فيهِ، ومَن حلفَ بالسَّماء فقد حلفَ بعرش اللَّه وبالجالس عليهِ. ويلٌ لكُم أيُّها الكتبةُ والفرِّيسيُّونَ المُراؤُون، لأنَّكُم تُعشِّرُون النَّعنع والشِّبثَّ والكمُّون، وتركتُم ثقال النَّامُوس: وهو العدل والرَّحمة والإيمـان. وكان ينبغي أن تعمـلُوا هذه ولا تترُكُـوا تِلك. أيُّها القـادةُ العُميانُ! الذين يُصفُّون عن البَعُوضةِ ويبلعُون الجمل. ويلٌ لكُم أيُّها الكتبةُ والفرِّيسيُّون المُراؤُون! لأنَّكُم تُنظفون خارج الكأس والصَّحفةِ، وداخلهما مملوء خطفـاً ونجساً. أيُّها الفرِّيسـيُّ الأعمى! نظف أوَّلاً داخل الكأس والصَّحفة لكي يكُون خارجُهُما نقيًّا. ويلٌ لكُم أيُّها الكتبةُ والفريسيُّون المُراؤُون! لأنَّكُم تُشبهُون قُبوراً مكلسة يظهرُ خارجها جميلاً، أما داخلها فمملوء عظام أموات وكُلَّ نجس. هكذا أنتُم أيضاً: تبدو ظواهركم للنَّاس مثل الصِّدِّيقين وبواطنكم مُملوءة رياءً وكل إثم. ويلٌ لكُم أيُّها الكتبةُ والفرِّيسيُّـون المُـراؤُون! لأنَّكُم تبنون قُبُـور الأنبياء وتُزيِّنون مدافن الأبرار،
وتقُولُون: لو كُنَّا في أيَّام آبائنا لما شاركناهُم في دم الأنبياء. فأنتُم تشهدُون على أنفُسكُم أنَّكُم بنو قتلةِ الأنبياء. فكملُوا أنتُم أيضاً مِكيال آبائكُم. أيُّها الحيَّات أولاد الأفاعي! كيف تهرُبُون مِن دينونة جَهنَّم؟ من أجل هذا ها أنا أُرسِلُ إليكُم أنبياء وحُكماء وكتبةً، فمنهُم مَن تقتُلُون وتَصلِبُونَ، ومِنهُم مَن تجلِدُون في مجامعكُم، وتطرُدُون مِن مدينةٍ إلى مدينةٍ، لكي يأتي عليكُم كُلُّ دمٍ بار سُفِكَ على الأرض، مِن دم هابيل الصِّدِّيق إلى دم زكريَّا بن براخيَّا الذي قتلتُمُوه بين الهيكل والمذبح. الحقَّ أقولُ لكُم: إنَّ هذه كُلها تأتي على هذا الجيل!
" يا أُورُشليمُ، يا أُورشليمُ! يا قاتلة الأنبياء وراجمة المُرسلين إليها، كم مرَّةٍ أردتُ أن أجمع بنيكِ كما يجمعُ الطائر فراخه تحت جناحيهِ، فلم تُريدُوا! هُوذا أنا أترك لكُم بيتكُم خراباً. وإنِّي أقُولُ لكُم إنَّكُم مِن الآن لا ترُونني حتَّى تقُولُوا: مُباركٌ الآتي بِاسم الرَّبِّ!".
( والمجد للَّـه دائماً )
القــداس
البولس من رسالة بولس الرسول إلى أهل كولوسي
( 3 : 5 ـ 17 )
فأميتُوا أعضاءكُمُ التي على الأرض: الزِّنى، النَّجاسةَ، الهَوَى، الشَّهوةَ الرَّديئة، الطَّمعَ الذي هُو عبادةُ الأوثان، هذه التي مِن أجلِها يأتي غضبُ اللَّهِ على أبناء المَعصِيةِ، الذين أنتُم أيضاً سلكتُم قبلاً، حين كُنتُم تعيشُون فيها. أمَّا الآن فاطرحُوا عَنكُم أيضاً الكُلَّ: الغضبَ، والسَّخطَ، والخُبثَ، والتَّجدِيفَ، والكلامَ القبيحَ مِن أفواهِكُم. لا تكذِبُوا بعضُكُم على بعض، إذ خلعتُمُ الإنسانَ العتيقَ مع أعمالهِ، ولبستُمُ الإنسان الجدِيدَ الذي يتجدَّدُ للمعرفةِ حسبَ صُورة خالقهِ، حيثُ ليسَ يُونانيٌّ ويهُوديٌّ ختانٌ وغُرلةٌ، بربريٌّ وسِكِّيسيٌّ، عبدٌ وحُرٌّ، بل المسيحُ هو الكُلُّ وفي الكُلُّ.
ألبسُوا إذاً كمُختاري اللَّهِ القدِّيسينَ المحبُوبينَ أحشاء رأفاتٍ، واللُطف، والتواضع، والوداعة، وطُول الأناة، مُحتملينَ بعضُكُم بعضاً، ومُسامحينَ بعضُكُم بَعضاً إن كانت لأحدٍ شكوى على آخر. فكما غفرَ لكُمُ المسيحُ كذلك أنتُم أيضاً. وعلى جميع هذه كُلها
( البسُوا ) المحبَّةَ التي هي رباطُ الكمال. وليملِك في قُلُوبكُم سلامُ المسيح هذا الذي إليهِ دُعيتُم في جسدٍ واحدٍ، وكونُوا شاكرينَ.
لتسكُن فيكُم كلمةُ المسيح بغنىً، وأنتُم بكُلِّ حِكمةٍ مُعلِّمُون ومُنذرُون بعضُكُم بعضاً، بمزاميرَ وتسابيحَ وأغانيَّ رُوحيَّةٍ، مُسبحين في قُلُوبكُم بالنعمة للَّه. وكُلُّ ما عملتُم بقُولٍ أو فِعلٍ، فاعملُوا الكُلَّ بِاسم الرَّبِّ يسوعَ المسيح، شاكرينَ للَّه والآب به.
( نعمة اللَّـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )
الكاثوليكون من رسالة يوحنا الرسول الأولى
( 5 : 13 ـ 21 )
كتبتُ هذا إليكُم لتَعلمُوا أنَّ لكُم حياةً أبديَّةً، أنتُمُ المُؤمنونَ بِاسم ابن اللَّهِ. وهذه هيَ الثِّقةُ التي لنا عِندهُ: أنَّهُ إن طلبنا شيئاً حسبَ مشيئتهِ يسمعُ لنا. وإذا علمنا أنَّهُ يسمعُ لنا في كُلَّ ما نسأله، نَعلمُ أنَّ لنا الطِّلِبَاتِ التي طلبناها مِنهُ. إن رأى أحدٌ أخاهُ يُخطئُ خطيَّةً ليست للموتِ، فليسألُ فيُعطَي حياةً للذينَ يُخطِئُونَ ليسَ للموتِ. تُوجدُ خطيَّةٌ للموت. ليس مِن أجل هذه أقولُ أن يُطلَبَ. كلُّ ظُلمٍ هو خطيَّةٌ، وتُوجدُ خطيَّةٌ ليست للموت. نعلمُ أنَّ كُلَّ موُلود مِن اللَّهِ لا يُخطئُ، بل المَولُودُ مِن اللَّهِ يحفظُ نفسهُ، ولا يُمسُّهُ الشِّرِّيرُ. ونَعلمُ إنَّنا نحنُ مِن اللَّهِ، وأنَّ العالم كُلَّهُ وُضِعَ في الشِّرِّير. ونَعلمُ أنَّ ابنَ اللَّهِ قد جاءَ وأعطانا بصيرةً لنعرفَ الإلهَ الحقيقيَّ، ونثبت في ابنهِ يسوعَ المسيح. هذا هو الإلهُ الحقيقيُّ والحياةُ الأبديَّةُ. أيُّها الأبناءُ احفظُوا أنفُسكُم مِن عبادة الأصنام.
( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التى في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،
وأمَّا من يعمل بمشيئة اللَّـه فإنَّه يبقى إلى الأبد. )
الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
( 27 : 27 ـ 37 )
فلمَّا كانت اللَّيلةُ الرَّابعةَ عشرةَ، ونحنُ نُحملُ تائهينَ في بحر أرديا، ظنَّ النُّوتيَّةُ، نحوَ نِصفِ اللَّيل، أنَّهُمُ اقتربُوا إلى برٍّ. فالقوا حبل التقدير في الماء فوجدُوا عِشرينَ باعاً. ثُمَّ مضوا قَلِيلاً وقاسُوا أيضاً فوجدُوا خمسة عشر باعاً. فخفنا لئلا نسقط في مواضِع صعبة، فألقوا مِن مُؤخَّر المركب أربعَ مراسٍ، وابتهلوا أن يصيرَ النَّهارُ. ولمَّا كان النُّوتيَّةُ يطلُبُون أن يهرُبُوا مِن السَّفينةِ، أنزلُوا القارب إلى البحر بحجة أنَّهُم يمدُّون المراسي مِن المُقدَّم، قال بولسُ لقائدِ المئةِ والعسكر: " إن لم يبقَ هؤلاء في السَّفينةِ فلا تستطيعُون أنتُم أن تنجُوا ". حينئذٍ قطعَ الجندُ حِبالَ القارب وتركُوهُ يسقُطُ. وإذ أزمع أن يصير النَّهارُ كان بولسُ يُطيب قلبهم أجمعين أن يتناولُوا طعاماً، قائلاً: " إن لكُم اليومُ أربعة عشر يوماً، وأنتُم مُنتظرُونَ لا تزالُون صائمينَ، لم تأكُلُوا شيئاً. لذلك ألتمسُ مِنكُم أن تتناولُوا طعاماً، لأنَّ ذلك يؤول إلى خلاصكُم، فإنها لا تهلك مِن رأس أحدكُم شعرةٌ ". ولمَّا قال هذا أخذَ خُبزاً وشكرَ اللَّهَ أمامَ الجميع وكسَّرَ، وطفق يأكُلُ. فصاروا كُلهم مسرُورين وتناولُوا هُم أيضاً طعاماً. وكُنَّا جميعاً في السَّفينةِ مئتين وسِتَّةً وسبعين نفساً.
( لم تَزَلْ كَلِمَةُ الربِّ تَنمُو وتكثر وتَعتَز وتَثبت، في بيعة اللَّـه المُقدَّسة. آمين. )
مزمور القداس
من مزامير أبينا داود النبي ( 143 : 7 ، 1 )
استجب لي ياربُّ عاجلاً، فقد فَنيَتْ رُوحي، لا تصرف وجهكَ عنِّي. ياربُّ استمع صَلاتي، أنصت بحقك إلى طلبتي. هللويا
إنجيل القداس
من إنجيل معلمنا يوحنا البشير ( 9 : 1 ـ 41 )
وفيما هوَ مُجتازٌ رأى إنساناً ولُدَ أعمَى. فسألهُ تلاميذهُ قائلينَ: " يا مُعلِّمُ، مَن أخطأ: أهذا أم أبواهُ لأنَّهُ وُلِدَ أعمَى؟ ". أجابَ يسوعُ: " لا هذا أخطأ ولا أبواهُ، لكن لتظهَرَ أعمالُ اللَّهِ فيهِ. ينبغي أن نعملَ أعمالَ الذي أرسلني ما دامَ نهارٌ. يأتي اللَّيل حين لا يستطيعُ أحدٌ أن يعملَ. ما دُمتُ في العالم فأنا نورُ العالمِ ".
قال هذا وتفلَ على الأرضِ وصنعَ مِن التُّفل طِيناً وطلَى بهِ عيني المولُود الأعمَى. وقالَ لهُ: " اذهب فاغسل وجهكَ في بِركةِ سلوامَ " ـ الذي تفسيرُهُ: المُرسَل ـ فذهب وغسلَ وجهَهُ وأتَى بَصِيراً.
فجيرانُهُ والذينَ يعرفونَهُ مِن قَبل أنَّهُ كان أعمَى، كانوا يقُولُون: " أليسَ هذا هُو الذي كانَ يجلسُ ويَستعطِي؟ " فقومٌ كانوا يقُولُون: " إنَّهُ هُو ". وآخرُون كانوا يقُولُون: " لا، لكنهُ يُشبهُهُ ". أمَّا هُو فكان يقُول: " إنِّي أنا هُو ". فقالُوا لهُ: " كيفَ انفتحتْ عيناكَ؟ " أجابَ ذاكَ وقالَ: " الإنسان الذي يُدعى يسوعُ صنعَ طيناً وطَلَى بهِ عينيَّ، وقال لي: " اذهبْ واغسل وجهَكَ في سِلْوَامَ. فمضيتُ وغسلتُ وجهي فأبصرتُ ". قالُوا لهُ: " أينَ ذاكَ الإنسان؟ ". قالَ: " لا أعلمُ ".
فقدَّموا الذي كانَ قبلاً أعمَى إلى الفرِّيسيِّينَ. وكان سبتٌ لمَّا صنع يسوعُ الطِّينَ وفتحَ عينيهِ. فسألهُ أيضاً الفرِّيسيُّونَ كيفَ أبصرت، قالَ لهُم: " وضع طيناً على عينيَّ واغتسلتُ، فأبصرتُ ". فقال قومٌ مِن الفرِّيسيِّينَ: " إن هـذا الإنسـانُ ليـسَ مِن اللَّهِ، لأنَّهُ لا يَحفظُ السَّبتَ ". وقال آخـرُون: " كيفَ يَقدرُ إنسانٌ خاطئٌ أنْ يعملَ مثلَ هذه الآياتِ؟ " وكانَ بينهُمُ شِقاقٌ. قالُوا أيضاً للأعمَى: " ماذا تقولُ أنتَ عَنهُ فإنَّهُ فَتَحَ عينَيكَ؟ " فقالَ: " إنَّهُ لنبيٌّ! ". فلم يُصدِّق اليهُودُ أنَّهُ كانَ أعمَى وأبصرَ حتَّى دَعوا أبوَيهِ. فسألوهُما قائلينَ: " أهذا ابنُكُما الذي تقُولان إنَّهُ وُلِدَ أعمَى؟ فكيفَ يُبصِرُ الآنَ؟ " أجابَ أبواهُ وقالا: " نحنُ نعلمُ أنَّ هذا ولدنا، وأنَّنا ولدناهُ أعمَى. أمَّا كيفَ يُبصرُ الآنَ فلا نعلمُ. أو مَن فَتَحَ عينيهِ فلا نعلمُ. هو كاملُ السِّنِّ. اسألُوهُ ليتكلَّم عن نفسِهِ ". قالَ أبواهُ: هذا لأنَّهُما كانا يَخافان اليهُودِ، لأنَّ اليهُودَ كانوا قد قررُوا أنَّهُ إنْ اعترفَ أحدٌ بأنَّهُ المسيحُ يُخرَجُ مِن المَجمَعِ. لذلكَ قالَ أبواهُ: " إنَّهُ كاملُ السِّنِّ، اسألُوهُ ".
فدَعَوا ثانيةً الرَّجُل الذي كانَ أعمَى، وقالوا لهُ: " أعطِ مجداً للَّهِ. نحنُ نَعلَمُ أنَّ هذا الإنسانَ خاطئٌ ". فأجابَ الذي كانَ أعمَى قائلاً: " إنْ كان خاطئاً فلا أعلمُ. إنَّما أعرفُ شيئاً واحداً: أنَّي كُنتُ أعمَى والآنَ أُبصِرُ ". قالُوا لهُ: " ماذا صنعَ بكَ؟ كيفَ فَتَحَ عينَيكَ؟ " أجابَهُم: " قد قُلتُ لكُم فلم تسمَعُوا. فماذا تُريدُونَ أن تسمَعُوا أيضاً؟ هل تُريدُونَ أن تَصيرُوا لهُ تلاميذ؟ " فشَتَمُوهُ قائلينَ: " أنتَ تلميذُ ذاكَ، أمَّا نحنُ فإنَّنا تلاميذُ موسَى. ونحنُ نعلَمُ أنَّ اللَّه كلَّم موسَى، وأمَّا هذا فلا نعلَمُ مِن أينَ هو ". أجابَ الرَّجُلُ وقالَ لهُم: " إنَّ هذا أيضاً لعجب! إنَّكُم لا تعرفونَ مِن أينَ هو، وقد فَتَحَ عينيَّ. ونعلمُ أنَّ اللَّهُ لا يسمعُ للخُطاةِ. لكن إنْ كانَ أحدٌ للإله عابداً ولإرادته صانعاً، فلهـذا يَسمعُ. مُنذُ الدَّهـرِ لم نسمَع أنَّ أحداً فَتَحَ عينَيْ مَولُود أعمَى. فلو لم يكُن هذا مِن اللَّـهِ لما قدر أنْ يفعلَ شيئاً ". أجابُوا وقالُوا لهُ: " أنتَ بجُملتِكَ مولود في الخطيِّةِ، وأنتَ تُعلِّمُنا! " فأخرجوهُ خارجاً.
فسمعَ يسوعُ أنَّهُم أخرجُوهُ خارجاً، فوجدهُ وقالَ لهُ: " أتُؤمِنُ أنت بِابنِ اللَّهِ؟ ". أجابَ ذاكَ وقالَ: " مَن هو يا سيِّدي لأُؤمِن بهِ؟ ". فقالَ لهُ يسوعُ: " إنك تراهُ، وهو الذي يُكلمك ". فقالَ: " أُؤمِنُ يا ربُّ ". وسجدَ لهُ.
فقالَ يسوعُ: " أتيت أنا دينونة للعالم، حتَّى يُبصِرَ العُميان ويَعمي المُبصِرُون ". فسمِعَ قُوم مِن الفرِّيسيِّين الذين كانُوا معهُ، وقالُوا لهُ: " ألعلَّنا نحنُ أيضاً عُميانٌ؟ " فقال لهُم يسوعُ: " لو كُنتُم عُمياناً لمَا كانت لكُم خطيَّةٌ. والآن تقُولُون إنَّنا نُبصرُ، فخطيَّتُكُم باقيةٌ.
( والمجد للَّـه دائماً )
صـلاة المسـاء
مزمور المساء
من مزامير أبينا داود النبي ( 41 : 1 )
طُوبَى للذي يَتَفهَّمُ في أمرِ المسكِين والفقيرِ، في يَوم السوءِ يُنَجِّيهِ الرَّبُّ. هللويا
إنجيل المساء
من إنجيل معلمنا مرقس البشير ( 8 : 22 ـ 26 )
وجاءوا إلى بيتِ صَيدا، فقدَّمُوا إليهِ أعمَى وطلبُوا إليهِ أن يَلمسهُ، فأمسك بيدِ الأعمَى وأخرجهُ إلى خارج القريةِ، وتَفَلَ في عينيهِ، ووضعَ يديهِ عليهِ وسألهُ: " ماذا تُبصِر؟ " فلمَّا تطلَّع قال: " إني أرى النَّاس كأشجارٍ يمشُونَ ". ثُمَّ وضعَ يديهِ على عينيهِ أيضاً، فأبصر فشُفِيَ ورأى كُلَّ شيء جلياً. فأرسلهُ إلى بيتهِ قائلاً: " لا تدخُل القريةَ، ولا تقُل لأحدٍ فيها ".
( والمجد للَّـه دائماً )
"بِبَيْتِكَ تَلِيقُ الْقَدَاسَةُ يَا رَبُّ إِلَى طُولِ الأَيَّامِ" (سفر المزامير 93: 5)