الشباب ومخاطر الإيدز - لنيافة الانبا موسى

 

1- ما هو الإيدز AIDS

 

الإيدز Acquired Immune Deficiency Syndrome هو حالة مرضية تتسبب بفيروس يسمى HIV وهذا الفيروس يهاجم جهاز المناعة بالجسم (وهو قوة الإنسان الدفاعية) لصد أى هجوم، كالالتهابات والأمراض المختلفة، التى تسببها البكتريا والفيروسات المختلفة.

 

وحينما يهاجم فيروس HIV جهاز المناعة بالجسم ويحطمه، يصبح الإنسان ضعيفاً وبدون أى قوة دفاعية، ضد أى مرض، لأنه فقد حماية جهاز مناعة جسمه له، وهنا يتعرض للإصابة بأنواع كثيرة وخطيرة، من الأمراض والسرطانات. التى تسمى الأمراض الانتهازية، لأنها انتهزت فرصة عدم قدرة جسم الإنسان عن الدفاع عن نفسه فهاجمته.

 

وحينما نسمع هذه العبارة (إنسان قد مات بالإيدز) نرى أنها عبارة غير دقيقة لأن الموت قد تسبب من هذه الأمراض، الانتهازية التى أصابت الإنسان، فى فترة ضعف جسده بسبب ضعف أو تحطيم جهاز المناعة بجسمه بسبب فيروس HIV ، وهناك 3 نقاط هامة يجب أن نعرفها عن الإيدز الذى هو حالة ضعف مناعة الجسم وهى:

 

1- أن الإيدز يمكن الوقاية منه.

 

2- أن الإيدز ليس من السهل الإصابة بهذه الحالة المرضية.

 

3- أن حياة الطهارة خير واقى من مخاطر الإيدز، فمن يتعفف لا يمرض .

 

 

2- ما هو ال HIV

 

 

ال Human Immunodeficiency Virus HIV هو فيروس يسبب الإصابة بالإيدز وهو فيروس ضعيف لا يعيش خارج جسم الإنسان، ولهذا لا يمكن الإصابة به خارج جسم الإنسان بمعنى لا يمكن الإصابة به أثناء السلام باليد أو باستعمال أدوات الشراب أو الأكل أو... الخ بل ينتقل عن طريق الدم... أو لبن الأم، أو الإفرازات الجنسية من الجنسين.

 

وفى حالة وصوله إلى داخل جسم الإنسان، يمكنه أن يختفى هناك داخله، ربما لسنوات، يحدث خلالها تحطيم لجهاز مناعة الإنسان. وهنا نرى أن بعض الناس الذين يظهرون بصحة جيدة للآن هم ينقلون هذا الفيروس لغيرهم حتى وهم لا يعلمون!

 

ومازال العلماء لا يعرفون كم هى النسبة المئوية % للمصابين بهذا الفيروس، الذين سوف تظهر عليهم الحالة المرضية ولا يعرفون ما هو الزمن الذى يأخذه فيروس HIV من لحظة دخوله جسم الإنسان إلى أن تظهر عليه أول علامات الإصابة بالإيدز؟

 

ولكن العلماء أيضاً وجدوا أنه بالعلاج المناسب، قليل من المصابين يصلوا إلى حالة الإيدز. ويعتمدوا الآن أيضاً أن كثيراً من المصابين بفيروس ال HIV يمكنهم الحياة بالأمراض التى يسببها هذا الفيروس لعدة سنوات – وربما فى وقت ما فى المستقبل يصبح أمراض فيروس HIV كمثل مرض السكر - مرض مزمن يمكن التحكم فيه.

 

3- كيفية اكتشاف الإصابة بفيروس HIV  وأعراضه

 

فى حالة الإصابة بهذا الفيروس يقوم جهاز مناعة الجسم بإفراز ما يسمى بالأجسام المضادة وهى موجودة بالدم، وبتحليل وإجراء بعض الاختبارات على عينة دم الإنسان ووجود هذه الأجسام المضادة به يمكن معرفة الإصابة بالفيروس، إلى جانب اختلافات أخرى تظهر فى دم المصاب. ومع معرفة أنه يوجد فترة زمنية بين حدوث الإصابة وتكوين هذه الأجسام المضادة فإنه:

 

أ- يمكن للمصاب أن ينقل المرض لغيره، وإن كانت الاختبارات سلبية فى هذا الوقت.

 

ب- فى حالة الشك يلزم إعادة الاختبارات فى خلال 2-3 شهور.

 

الأعراض:

 

 

وهنا نذكر أيضاً أنه فى حالة اكتشاف الإصابة بتحليل الدم، يكون المصاب أحياناً لم يختبر العديد من هذه الأعراض، أو اختبر أحدها أو عدد منها وهى:

 

1- ارتفاع درجة الحرارة.

2- صداع.

3- التهاب الزور والحلق وسرعة وتكرار الإصابة بنزلات البرد والشعب.

4- ضعف الشهية.

5- ضعف عام بالجسم وهزال شديد.

6- آلام شديدة بالعضلات بالجسم كله.

7- ورم بالغدد الليمفاوية والعقد الليمفاوية.

8- طفح جلدى شامل يميل للون الأحمر.

 

لذا يلزمنا أن نعرف أن ليست كل إصابة بفيروس HIV قد وصلت للإيدز، الذى قد يأخذ عدة شهور أو سنوات - لذلك، وأن الأعراض فى تطورها من مجرد الإصابة بفيروس HIV إلى التدهور للإيدز تكون شديدة، وتشمل الجسم كله، بقى أعضائه القلب والرئتين والكبد والكلى والدم، وكل الغدد والمفاصل والعضلات.. الخ حيث لا شفاء لكل هذا فى النهاية.

 

4- كيف ينتقل فيروس ال HIV

 

عن طريق بعض سوائل الجسم: الدم - لبن الأم – الإفرازات الجنسية فى الرجل والمرأة - ولا يوجد للآن دليل أنه ينتقل عن طريق اللعاب أو العرق أو الدموع.

 

ويدخل فيروس HIV الجسم عن طريق الأغشية المخاطية المبطنة، للشرج والأجهزة التناسلية أو داخل الفم والزور، أو عن طريق تلامس مباشر بالدم وأهمها:

 

أ- تبادل حقن ملوثة فى تعاطى المخدرات - ومن هنا نرى أن مريض واحد بهذا الفيروس يمكنه إصابة عشرات آخرين لو تبادل معهم حقنة ملوثة بدمه، واشتركوا فى استعمالها لحقن أنفسهم أو بعضهم بالمخدرات، وهنا نرى أن من أخطر طرق الإصابة هو الحقن، وأخطر طرق تعاطى المخدرات هى الحقن حيث يحطم الإنسان ذاته بهذين الطريقين.

 

ب- نقل دم ملوث لمريض سليم.

 

ج- فى حالة الإصابة بجرح بسيط أو قطع على سطح الجلد مثلاً ووصلت إفرازات شخص مريض - دمه مثلاً - إلى هذا الجرح أو القطع.

 

ولا يمكن للفيروس HIV دخول جسم الإنسان عن طريق الهواء أثناء العطس أو الكحة مثلاً - ولا عن طريق الجلد إلا فى حالة الجرح أو القطع السطحى كما ذكر سابقاً.

 

ومن هنا نرى أنه لا يمكن الإصابة بفيروس HIV بمجرد التعامل العادى مع مرضى حاملين لهذا الفيروس، وإنما بانتقاله عن طريق الدم كما ذكرنا سابقاً، أو العلاقات الجنسية المحرمة.

 

ومن هذا نعرف كيف نغلق هذه الأبواب المفتوحة لهذا الفيروس حتى لا يدخل.

 

ونتذكر أن الفيروس لا يعرف ولا يفرق بين الناس، فنرى بين المصابين الرجل والمرأة المستقيمين ومن بهم شذوذ جنسى وأيضاً الكبار والصغار سناً - الغنى والفقير - الجاهل والمتعلم فى كل بلاد العالم بكل أجناسه وأنواعه.

 

أما الطريقة الأخيرة لانتقال هذا الفيروس هو أن يولد به الإنسان عن طريق آمه المصابة قبل ولادته، وأيضاً من لبنها خلال الرضاعة.

 

ولذا نقول أن السلوك من أهم عوامل الإصابة بفيروس HIV أنه: ليس من أنت؟؟ بل: ما هو سلوكك؟؟

 

لذا مدح الرب على لسان أبينا ومعلمنا داود النبى فى أول مزمور تعنى به وقال: "طوبى للرجل الذى لم يسلك فى مشورة الأشرار وفى طريق الخطاة لم يقف وفى مجلس المستهزئين لم يجلس".

 

لذا يعرف أولاد الله كيف يحفظون أجسادهم، التى هى هياكل لله وروح الله يسكن فيهم، ويبعدون عن طرق الخطاة وعن مجالس المستهزئين، ولا يسلكون فى مشورة الأشرار بكل أنواعها وأصنافها، بل هم يمجدون الله فى أجسادهم وأرواحهم التى هى له.

 

فالوقاية ببساطة هى "أحفظ نفسك طاهراً" (1تيمو 22:5). 

"بِعَدْلِكَ نَجِّنِي وَأَنْقِذْنِي. أَمِلْ إِلَيَّ أُذْنَكَ وَخَلِّصْنِي" (سفر المزامير 71: 2)